للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حكي عنه عجائب من هذا. وكان الشيخ صدر الدين يتردد إليه كثيراً، ويجلس بين يديه ويحصل له بهت في وجهه ويضع كفه على ضقنه ويخللها بأصابعه:

عجب من عجائب البر والبح ... ر وشكل فرد ونوع غريب

وشهد عليه مجد الدين التونسي، وخطيب الزنجلية، ومحيي الدين ابن الفارغي، والشيخ أبو بكر بن مشرف بما أبيح به دمه، وجن أبو بكر هذا أياماً ثم عقل.

وحكي عنه التهاون في الصلوات وذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسمه من غير تعظيم ولا صلاة عليه، يقول: ومن هذا محمدكم؟! فحكم القاضي جمال الدين الزواوي المالكي بإراقة دمه، فاختفى وسافر. وسعى أخوه بجاه بيبرس العلائي إلى القاضي الحنبلي، فشهد نحو العشرين أن الستة بينهم وبينه عداوة، فعصم الحنبلي دمه، وغضب المالكي، وجدد الحكم بقتله. ثم إنه جاء بعد مدة ونزل بالقابون، وأقام به إلى أن مات وله ستون سنة.

ومما قيل عنه إنه قال: إن الرسل طولت على الأمم الطريق إلى الله تعالى.

قلت: بدون هذا يباع الحمار، بدون هذا يسفك ألف دم من هذا وأمثاله.

[محمد بن عبد الرحيم]

الخطيب محيي الدين شيخ بعلبك، ومسندها، وشيخ الكتابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>