ولما تحرك الملك الناصر من الكرك أرسل الأفرم الحاج بهادر وقطلوبك الكبير يزكاً قدامه، فنزلا على الفوار، وأظهرا للأفرم، وأبطناله الغدر، ثم إنهما راسلا السلطان الملك الناصر في الباطن وحلفا له، ثم سارا إلى لقائه، ودخلا معه إلى دمشق، وكان الحاج بهادر حامل الجتر على رأس السلطان يوم وصوله دمشق، ولما جلس على كرسي الملك بقلعة الجبل ولى الحاج بهادر نيابة طرابلس، فتوجه إليها وأقام بها إلى أن مات رحمه الله تعالى.
[بهادر آص]
الأمير سيف الدين المنصوري.
كان شكلاً طوالاً من الرجال، يباهي الغمام في فيض السجال، له صدقات ومعروف، وبشره للعفاة معروف، ذا رخت كثير، وتجمل في الإمرة غزير، وعنده خدام ومماليك، ودسته ترى الملوك فيه صعاليك، جهز السلطان الملك الناصر بعد موته، أخذ جماعة من مماليكه، عملهم سلاح دارية لأشكالهم الهائله، ومحاسنهم الطائله.
ولم يزل على إمرته في تقدمة الألف إلى أن برق ناظره، وهيأ له القبر حافره.
وتوفي رحمه الله تعالى في ليلة الثلاثاء تاسع عشر صفر سنة ثلاثين وسبع مئة.
وكان هو القائم بأمر الملك الناصر لما كان بالكرك تجيء رسله إليه في الباطن،