أقل عليه من سماح صفاته ... فإني أخشى أن يداخله العجب
قلت: كذا قال كمال الدين الأفودي، ونسب هذه الأبيات إلى ابن النقيب المفسر، وليس الأمر كذلك، وإنما هذه من قصيدة لابن اللبانة مدح بها المعتمد بن عباد وأولها:
بكت عند توديعي فما علم الركب ... أذاك سقيط الطل أم لؤلؤ رطب
وتابعها سرب وإني لمخطئ ... نجوم الدياجي لا يقال لها سرب
وأظن ابن النقيب كتب بها إلى ابن القسطلاني مستشهداً بها على عادة الناس.
وأورد لابن النقيب أيضاً:
نسيم الصبا هيجت من قلبي المضنى ... فنوناً من الأشواق نفنى ولا تفنى
وعهدي بأنفاس الصبا تبرد الجوى ... وتهدي من الأرواح راحاً لمن أنا
فما لي إذا هبت سحيراً يهزني ... غرام كما هزت جنوبية غصنا
وما لي إذا هبت صبا شام بارق ... من الحزن أنساني صميم الحشا حزنا
قلت: نعم هذا شعر ابن النقيب، وإلا فأين هذه الطبقة من تلك الطبقة الأولى، أين الثريا من الثرى.
[محمد بن سليمان بن أبي العز بن وهيب]
الإمام المفتي شمس الدين ابن قاضي القضاة صدر الدين الحنفي مدرس النورية والعذراوية.