للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبكي وتضحك مرة فيسوءها ... ما أنكرت ويسرّها ما تعرف

ويسوءها موت الخليفة محرماً ... ويسرّها أن قام هذا الأرأف

هلك الخليفة يال أمّة أحمدٍ ... وأتاكم من بعده من يخلف

أهدى لهذا الله فضل خلافةٍ ... ولذاك جنات النعيم تزخرف

وكتبت أنا إلى القاضي ناصر الدين صاحب ديوان الإنشاء بدمشق أهنئه بولد ذكر جاءه، وأعزيه في ولد ذكر مات، كل بيت عزاء وهناء:

عزاؤك فيمن غدا راحلا ... هناءٌ بهذا الذي قد حضر

فأوحشنا ذاك لمّا مضى ... وآنسنا اليوم هذا وسر

وهذا به عيشنا قد صفا ... وجرّعنا ذاك كأس الكدر

إذا الشمس في جوّها أشرقت ... فما ضرّنا حين غاب القمر

[عبد الله بن محمد بن بهادر آص]

جمال الدين بن الأمير سيف الدين.

كان شاباً حسناً ومليحاً، يخجل البدر سناء وسنا، ذا وجه ناسب الأقمار، وجرى حديثه في الأسمار، يخطه بقد من أين للرمح هزته، أو للغصن بزته، يكاد ينعطف بالنسيم إذا سرى، وينقصف من لطف حركاته إذا انبرى:

رأى قصر الأغصان ثم رأى القنا ... طوالاً فأضحى بين ذاك قواما

وكان رحمه الله تعالى يعمل بيده أشياء مليحة من آلات الجندية، قل من يعملها من حذاق الصناع، وعمل أشياء من أعمال الخرد فوشيه متقنة، ودخل بها إلى السلطان الملك الناصر حسن، وقدمها فاستحسنها منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>