وتوضح لعلمه الكريم ورود مكاتبته التي هي حقيقة المحاسن ومجازها، وبرود الفضل التي أضحت، وخط اسمه الكريم طرازها، فوقف منها على الرياض رقمها الغمام بأبر قطره، ودبح ثراها بملونات زهره، لا بل نظل منها إلى الأفق يلمع في ليل مداده صباح طرسه، ووجد ألفاظه الدر، لا بل تعلوا على الدر، أن تكون من نوعه وجنسه، وسر من الجناب العالي بدره، أهذا أبوه وهو في الحقيقة بحر وسماً واسعاً، وتعجب له من ماجد فاق البدور هلالاً وعلا الشموس نجماً، ورأى خط يده يطير جناحه بنجاح النجابة، وعلم أنه لا بد وأن يغدو فارس الكتائب والكتابة.
فيا عز هذه الدولة الناصرية ببأسه الماضي الشبا. ويا بشرى المعالي منه بأمارة نجيب قالت له الإمارة مرحباً، والله يجمل ببدره هالات المواكب، ويعلي قدره على أقدار السعود من الكواكب، فإن الظن في الصدقات السلطانية ما رقى له غير أولي درجة، ولا تخطى الأمل الصادق منعطفه ومنعرجه.
وأما الإشارات الكريمة إلى كريمته، فهي أين كانت كريمة، وحيث سارت وصارت سعودها مقيمة، وما الجناب العالي وأهله إلا بمنزلة الولد بل أعز قدراً، وإذا جاء أحدهم بحسنة واحدة نال بها عشراً، فهي درة أحرزها مودعها وشمس أشرق بالسعد واليمن مغربها ومطلعها.
فلتقر عينه من جهتها المصونة، ولتطب نفسه بما تناله من العناية والمعونة، إن شاء الله تعالى.