الأمير أسد الدين ابن الأمير صلاح الدين ابن الملك الأوحد: أحد أمراء الطبلخاناه بصفد المضافين إلى دمشق.
كان شاباً حسناً عاقلاً ساكناً، فيه حشمةً وأدب. توجه أمير الركب سنة خمس وخمسين، وسبع مئة فلطف الله به وبالركب، وكنت أنا معهم في تلك السنة، فما رأينا إلا الخير في الذهاب والإياب. لم نجد في الطريق ولا في المدينة، ولا في مكة، من شوش على الركب بشيء مما يحكيه الحجاج من المتحرمة والنهابة.
ولم يزل الأمير أسد الدين بدمشق إلى أن ورد المرسوم بتوجه كل من له إقطاع في صفد إلى صفد والإقامة بها، فتوجه إليها مع من توجه، وأقام بها مدة فضاق عطنه وشاقه وطنه، فضعف هناك وورد إلى دمشق فأقام يومين أو ثلاثة.
وتوفي رحمه الله تعالى في سابع عشر شهر رمضان المعظم سنة سبع وخمسين وسبعمئة.
وسيأتي ذكر أخي أمير علي وذكر والدهما في مكانيهما رحمهم الله أجمعين.
[أبو بكر بن سليمان بن أحمد]
أمير المؤمنين المعتضد ابن أمير المؤمنين المستكفي ابن أمير المؤمنين الحاكم العباسي، أبو الفتح.
كان شكلاً مليحاً تاماً، أسمر ذا لحية سوداء، صبيح الوجه، عليه خفر ومهابة، تقدم نسبه كاملاً في ترجمة أخيه أمير المؤمنين الحاكم بالله بن سليمان في الأحمدين.
قدم إلى دمشق في سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة صحبة الملك الصالح صالح في