للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان لي تنور قد تعطل في أيام حسبته الأولى، فكتبت أنا إليه في ثامن شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وسبع مئة:

يا سيداً هو بالإحسان محتسب ... أجراً يوازنه في الحشر ثهلان

أشكو إليك من التنور عطلته ... وأنت في العلم والإفضال طوفان

فكتب هو الجواب إلي عن ذلك:

يا سيداً هو في الإفضال مبتدأ ... وفي البلاغة والآداب سحبان

أشكو إليك من التنور عطلته ... وأنت في العلم والإفضال طوفان

[علي بن محمود بن إسماعيل بن معيد]

الأمير علاء الدين البعلبكي.

كان شكلاً طوالاً، جسيماً لم ير له مثالاً، بديناً إلى الغاية، بديلاً من الفيل في العظم والنهاية؛ إلا أنه كان من رجالات الناس رياسة، ودربة وخبرة ومعرفة وسياسة، خبيراً بالأمور ومعالجة الجمهور، دون دهاء وخداع، وملقه ملق واتضاع، خدم الناس وتقدم، وتقرب إليهم فأحمد عقبى ذلك وما تندم، فانتقل من الجندية إلى إمرة العشرة، ثم إلى الطبلخانات والولايات المشتهرة، وولي نظر الأوقاف بدمشق مدة، ثم تولى القبلية ويده إلى أعلى من ذلك ممتدة.

وكان تنكز يحبه لمعرفته، ويقربه ويوليه لدرايته ودربته.

ولم يزل في صعود، ومراقي سعود، إلى أن مرض بالقبلية، وقدم إلى دمشق فطالت علته، ولم تستد بالعلاج خلته، ونشرت له من الكفن حلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>