بالامتثال، وتحقق أنّ ذلك من جملة الإحسان والشفقة على المملوك حتى لا يُنسبُ إليه جهل ولا نقصان، والمملوكُ مُعتقد في فضائل مولانا ما يغنيه عن ذلك، ولو أمعن النظر في أغلاطها، وأنعم بجوده التأمل لضوا ليلها الحالك، وجعلها في الصحة مناراً يهتدي به السالك، فهو لا يأتي على لحن إلا أعربه، ولا خطأ إلا صوبه، ولا نقص إلى أتمه، ولا مشكل إلا ونوّر ليلته المدلهمّة، على أنّ المملوك ما يفرح بأن يرى الأصل عنده كاملاً، ولا يرى السعد لضم أجزائه شاملاً، ولا تزال الأجزاء مفرّقة في العاريّة جزءاً بعد جزء، إمّا لجدّ من الطالب وإمّا لهزء، فإن اقتضى الرأي العالي تجهيزَ النسخة التي في خدمته ليتولى المملوك مقابلتها بنفسه، ويتشرف بخدمة مولانا بين أبناء جنسه فلمولانا علو الرأي وشرفه، وفردوسُ الأمر وغُرفُه، إن شاء الله تعالى.
[إبراهيم بن صالح بن هاشم]
الشيخ عز الدين أبو إسحاق بن العجمي الحلبي الشافعي.
سمع بدمشق من خطيب مردا، ولم يكن بالمكثر، وكان آخر من روى بالسماع، عن الحافظ ابن خليل.
كان من بيت علم ورياسة، وحلمٍ وسياسة، وحدث بدمشق وحلب، وقصده الناس بالسعي والطلب.
وأخذ عنه الشيخ شمس الدين الذهبي وغيره، ولم يزل إلى أن نعب غُراب بينه، ونام في القبر ملء عينه.