وأينع بالإجابة وردُه، ورود المشرب الذي حلا، وغلا قدرهُ في البلاغة وعلا، وشاع ذكره لما ملأت محاسنه الملأ، واتضح معناه في ليل سطوره التي أسدفت فقال أنا ابن جلا، وضمه إلى صدره فشفى به عليل مهجته، ورفعه على ناظره فقضى له بتجديد بهجته، وفضه عن طروس فضة، أو الدراري الثابتة في أوجها لا المنقضة، فسرهُ إذ فسره، وصدق بمعجز آياته لما تصوره، وشنفه وقلّه وسوره، وورد منهل فضله المصفى، ورأى ما لو رآه الخياط لمزق حلل الرفّا، وعلم أنّ الكتاب من قبله في نقص وإبراهيم الذي وفى، وقال: هذا الفن الفذ الذي مات، وما رآه أبو حيان في جيانا، وهذه الفضائل التي ضوع رياها بنو ريان، وهذا النثر الذي شكا الفقر إليه صاحب القلائد، وهذا السجع الذي لا يتطاول إلى قصوره أصحاب البيوت ولا أرباب القصائد، وهذا البيان الذي حملقت إليه عين الجاحظ، وهذا البديع الذي لاق بالأسماع وراق في اللواحظ، وهذا وهذا وهذا، إلى أن لم نجد للوصف ملجأ ولا للعطف ملاذاً.
وانتهى إلي ما أشار إليه مولانا من شرح اللامية التي في خدمته، والنسخة التي أسقمها الناسخ وساقها إلى حوزته، وما تحتاج إليه مع جبر مولانا من المقابلة التي يصحّ ما بها من السقم، ويسلك بها من الصواب أرشد نعم، وقابل المملوك ذلك