ولم يزل في سؤدده وتعاظمه وتمرُّده إلى أن تعسّر العيش على ابن ميسّر، وقلّ جمعه وكسّر.
وتوفي رحمه الله تعالى في أول شهر رجب سنة ست عشرة وسبع مئة.
ومولده حادي عشري شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وست مئة.
تولّى نظر الدواوين بمصر، ونظر الإسكندرية، ونظر دمشق، ونظر طرابلس، ونظر الأوقاف بدمشق والحسبة، ومات وهو في نظر الأوقاف. وكان فيه محبّة لأهل الخير.
[أحمد بن محمد بن أبي القاسم]
ابن بَدْران، الشيخ الفاضل شهاب الدين أبو بكر الكردي الدَّشْتي - بالدال المهملة، والشين المعجمة الساكنة، وبعدها تاء ثالثة الحروف - الحنبلي المؤدّب.
حضر في الثانية على جعفر الهَمدذاني، وسمع من ابن رواحة وابن يعيش، وابن خليل، والنفيسي بن رواحة، وصفيّة القرشية، وابن الصلاح، والضياء.
وتفرّد وروى الكثير، حدّث بمصر بمسند الطيالسي، ورُتّب مسمِعاً بالدار الأشرفية، ومعلِّماً بمكتب الطواشي ظهير الدين، وأكثر الطلبة عنه، وخَرَّجَ له علم الدين البِرزالي مشيخةً، وكان في الرِّواية يتعزز، ويتحلّى بالطلب وتمزّز، ويطلب نسخَ عدة أجزاء لنفسه من السامع، ويرى أن ذلك له كالقامع.