يخجل الشّمس في السّماء جمالاً ... ويفوق البحار في الجود رفدا
قد أنام الأنام في كهف أمنٍ ... ولقد كان كحلهم قبل سهدا
وأقرّ القلوب وهي التي كا ... نت من الرّوع في الدّجى ليس تهدا
فلهذا قد سرّ أهلاً وصحبا ... ولهذا أفنى عدوّاً وضدّا
فإلى جوده الرّغائب تسري ... وإلى بابه الرّكائب تحدى
صانه الله من صروف الليالي ... وكساه من فاخر الحمد بردا
وأرانا فيك الذي نتمنّى ... من علوٍّ يجاوز الشّمس حدّا
[رزق الله بن تاج الدين]
كان شكلاً لطيفا، ووجها حسناً ظريفاً، أنيق البزه، رشيق الحركة والهزه، إلا انه كان في بطانه مؤوفا، وربما كان داء مخوفا، وكان لذلك يعلوه اصفرار، ويرى له عن الصحة فرار.
دخل ديوان الإنشاء، وصار من الخاصة الساكنين في الأحشاء. وكانت كتابته متوسطه، وعبارته في الفصاحة غير مؤرطه، ونظمه ما به من باس، ولا في جودته إلباس، وكان له فضل على رفاقه، وإحسان يبكون معه على فراقه.
ولم يزل على حاله إلى أن رزق رزق الله الحمام، ومحق بدره بعد التمام. وتوفي - رحمه الله تعالى - ... وأربعين وسبع مئة.