وكان قد كتب إلي وأنا بدمشق أبياتا في هذا الوزن والروي، إلا أنني طلبتها عند هذا التعليق، فلم تر عيني لها أثرا، ولا وجدت لمبتدئها خبرا.
والجواب الذي كتبته أنا عن الأبيات المعدومة والقطعة التي جعلت يد الضياع بيوتها مهدومة هو هذا:
سطورك أم راحٌ بدت في زجاجها ... وكان سرور القلب بعض نتاجها
أتتني من مصرٍ إلى أرض جلّقٍ ... فأهدت إلى نفسي عظيم ابتهاجها
فيا نفس الأسحار في كلّ روضةٍ ... تيمّم ربا مصر ولطّف مزاجها
وقف لي على ديوان الانشاء وقفةً ... وحيّ الكرام الكاتبين مواجها
فثمّ وجوهٌ كالبدور تكاملت ... ولاق بها في الفضل رونق تاجها
أئّمة كتّابٍ إذا ما ترسّلوا ... فأقلامهم ترمي العدى بانزعاجها
وإن نظموا قلت الذّراري تنسّقت ... ولاق على الأيام حسن ازدواجها
هنالك رزق الله بين ظهورهم ... فلا نفسٌ الاّ تمّ إبلاغ حاجها
فيا ليت شعري هل أفوز بقربهم ... ويهدأُ من عيني اضطراب اختلاجها
وكنت أنا كتبت إلى القاضي ناصر الدين بن النشائي لغزا في عيد:
يا كاتبا بفضله ... كلّ أديبٍ يشهد
ما اسمّ عليك قلبه ... وفضله لا يجحد
ليس بذي جسمٍ يرى ... وفيه عينٌ ويد
فكتب القاضي ناصر الدين الجواب:
يا عالماً لنحوه ... حسن المعاني يسند
ومن له فضائلٌ ... بين الورى لا تجحد
أهديت لغزاً لفظه ... كالدّرّ إذ ينضّد
فابق إلى أمثاله ... عليك إلفاً يرد