زيادته، حتى يحيي بدرسه ما درس، ويثمر عود الفروع، فهو الذي أنبته بهذه المدرسة وغرس، مجتهداً في نظر وقفها، معتمداً على تتبع ورقات حسابها وصحفها، عاملاً بشروط الواقف فيما شرط، قابضاً ما قبضه باسطاً ما بسط، وتقوى الله جنة يرتع فيها خاطره، ويسرح في رياضها الناضرة ناظره. ومثله لا ينبه عليها. ولا يومأ له بالإشارات إليها، فلا ينزع ما لبس من حلاها، ولا يسر في مهمه فهمإلا بسناها. والله يديم فوائده لأهل العلم الشريف، ويجدد له سعداً يشكر منه التالد والطريف.
والخط الكريم أعلاه حجة بثبوت مقتضاه، إن شاء الله تعالى ".
وكان قاضي القضاة جلال الدين القزويني قد استنابه واستناب جمال الدين يوسف بن جملة، واستمرا على ذلك، ولما جاء القاضي علاء الدين القونوي باشر النيابة في أيامه، ثم إن القاضي فخر الدين استعفى في شهر شوال سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وكان يعتكف في بعض السنين في شهر رمضان بمقصورة الخطابة رحمه الله تعالى.
[محمد بن علي]
بن محمود
ابن الدقوقي البغدادي المعمر.
توفي رحمه الله تعالى ببغداد في سنة أربعين وسبع مئة عن خمس وسبعين سنة.
سمع من ابن أبي الدينة " مسند " الإمام أحمد، وحدث عن أبي محمد بن ورخز.