وكنت أنا قد كتبت قصيدة أمدحه بها، لكني ما جهزتها إليه، وهي:
يا همّ لا تدخل إلى خاطري ... فإنّ لي صرغتمش الناصري
قد زيّن الله الليالي به ... لأنّه كالقمر الزاهر
وكّمل الله المعالي به ... فأصبحت في رونق باهر
والملك قد أضحى به في حمىً ... لأنّه كالأسد الخادر
غلّ يد الظلم وعدوانه ... وكفّ كفّ الخائن الجائر
مسدّد الآراء في فعله ... لأنّه ذو باطن طاهر
ما أبصر الناس ولم يسمعوا ... بمثله في الزمن الغابر
سيوفه إن سلّها في الوغى ... كبارقٍ تحت الدجى طائر
يغمدها في مهجات العدا ... فتكتسي قرب الدم المائر
يمينه للجود معتادة ... قد أخجلت صوب الحيا الماطر
فعن عطاءٍ جوده حدّثنا ... واللطف يرويه لنا عن جابر
كواكب السعد له قد غدت ... تخدمه في الفلك الدائر
ومذهب النعمان زاد فضله ... فشاع في البادي وفي الحاضر
وزاده حسناً إلى جماله ... فراق في الباطن والظاهر
أنشا له مدرسةً حسنها ... بين الورى كما لمثل السائر
فسيحة الأرجاء قد زخرفت ... بكلّ لونٍ راق للناظر
رخامها مختلفٌ لونه ... كمثل روض يانعٍ زاهر
وذهنه متّقدٌ بالذكا ... لأنّه ذو خاطرٍ حاضر
وعلمه زاد على غيره ... كلج بحرٍ طافحٍ زاخر