للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قليلا، ثم طلب إلى دمشق قليلا، ثم طلب إلى مصر، وعاد صحبة السلطان الملك المنصور صلاح الدين محمد بن حاجي، لما وصل دمشق في واقعة الأمير سيف الدين بيدمر، ولما كان بعد عيد رمضان ألبس الأمير ططق تشريفاً، وأعطي تقدمة ألف، وجهز إلى الرحبة في أوائل شوال سنة اثنتين وستين وسبع مئة. وكان بها نائباً، فسد ثغرها، وشد أمرها، ومنعها من أذى العربان إلى أن توفي، رحمه الله تعالى.

وكان يودني، ويثني علي ثناء كثيراً، ولم أجتمع به، وكتبت إليه، وهو بحلب لما أظفرهم الله تعالى بأحمد الساقي وبكلمش وبيبغاروس وقراجا بن دلغار قصيدةً وهي:

يا حسنه لمّا رمق ... لم يبق في جسمي رمق

أحوى اللّواحظ ناعس ... أنفى جفوني بالأرق

حلو المقبل باردٌ ... ملأ الجوانح بالحرق

حسد الصباح جبينه ... لضيائه حتّى انفلق

فالورد مثل خدوده ... وعليه كالطّلّ العرق

والثغر ليلٌ صبحه ... فرق وفي الخدّ الشّفق

شكري ليالي وصله ... شكر العفاة ندى ططق

فهو الدوادار الّذي اص ... طبح الفضائل واغتبق

أفعاله من حكمةٍ ... تجري على نسق اليسق

وسكوته لسكونه ... وإذا تكلّم قال حق

كم مسلمٍ بيراعه ... بين الأنام قد ارتزق

وإذا برى أقلامه ... أبدى الأزاهر في الورق

تغنى الملوك برأيه ... إن حان أمرٌ أو طرق

<<  <  ج: ص:  >  >>