للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان من مماليك السلطان الملك الناصر، ولكنه أعطاه للأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي في جملة ما أعطاه، وقال له: هذا يكون دوادارك، فحضر معه إلى حماة، وتوجه معه إلى حلب، وحضر معه إلى دمشق، ولم يفارقه إلى أن جرى ليلبغا ما جرى.

هو لطيف النفس، ثقيل الرأس، سهل القياد، صوفي الاعتقاد، حسن الأخلاق، منفعل للخير على الإطلاق، يرعى أصحابه، ويذكر أحبابه، ليس فيه شر ألبته، ولو رأى منه جزءاً حسم أمره وبته، كأنما ربي في الخوانق، ونشأ فيها، فهو شيخ العقل على أنه غرانق، كثير الرياضة والتأني، بريء من التكلف والتعني.

ولم يزل على حاله إلى أن قط عمره، وحط إلى الحضيض بدره.

وتوفي - رحمه الله تعالى - في أواخر المحرم سنة ستين وسبع مئة.

كان يلبغا يقول: هذا قرابتي وخوشداشي، وكان قد سلم قياده إليه، فهو النائب، وحديث الناس معه في سائر الأمور، ولم يكن يقرر شيئاً فيخالفه. أعطاه الملك الكامل شعبان. وهو بدمشق - إمرة عشرة، فكتبت إليه:

يا سيّداً ربّ العلى ... لكلّ خير يسّره

ومن حباه طلعةً ... بالبشر أمست مقمره

ومن له محاسنٌ ... ترضي الكرام البرره

تهنّ أمر إمرةٍ ... أنباؤها مشتهره

بها الوجوه قد غدت ... ضاحكةً مستبشره

<<  <  ج: ص:  >  >>