وماست بأعطاف الممالك نفحةٌ ... من العزّ عمّ الخلق طيباً مرورها
وردّت على دست الوزارة بهجةٌ ... إذا لم تكنها الشمس فهي نظيرها
فأربت على ماضي الدّهور لكونها ... أُعيدت إلى المولى الوزير أُمورها
وصاحبها حكماً فكلّ محكّمٍ ... يباشرها من عنده يستعيرها
وما رسمت من بعده باسم غيره ... فساوى الورود الآن منها صدورها
وهل يطرق الآمال أرجاء ربّته ... على مفرق الشّعرى العبور عبورها
أمين الدّنا والدين والملك والعلى ... ومعلي سنا آرائها ومشيرها
فأشرقت الأقطار بعد قطوبها ... بمرآه وافتّرت سروراً ثغورها
ولم لا ترى تلك الثغور بواسماً ... وآراؤه حول الممالك سورها
ولم يدر إن أثرى ثرى الملك بالنّدى ... أيمناه أحيت تربها أم بحورها
وقد كانت الآمال ماتت فردّها ... به نشر بشرى كان فيها نشورها
ولو نذرت من قبلها رتبةٌ علت ... لحقّ عليها أن توفّى نذورها
يلوح بأجياد التقاليد وصفه ... فتشرق بالدرّ الثمين سطورها
وتبدو معاني نفسه في مدادها ... كما تتبدّى في الليالي بدورها
إذا ما سطت أقلامه وضراغم ... لها الطّرس غابٌ والصّرير زئيرها
وإن أجرت الأرزاق فهي غمائم ... يسير إلى الآفاق منها مطيرها
وإن دبّحت طرساً فأبهج روضه ... يناظر زهر النيّرات نضيرها
وإن سجعت في مهرقٍ فحمائم ... لها الكتب دوحٌ والقلوب طيورها
أتانا به لطف الإله بخلقه ... وكلّ امرئ هادي العيون قريرها
إذا أجدبت أرضٌ وغاض معينها ... فمن راحتيه روضها وغديرها
فأخصب واديها وأمرع ربعها ... وأُصلح غاويها وأثرى فقيرها