للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه إجازة:

إنهض فهذا النجم في الغرب سقط ... والشيب في فود الظلام قد وخط

والصبح قد مد إلى نهر الدجى ... يداً بها در النجوم يلتقط

وألهب الإصباح أذيال الدجى ... بشمعة من الشعاع لم تقط

وضجت الأطيار في أوراقها ... لما رأت سيف الصباح مخترط

وقام من فوق الجدار هاتف ... متوج القامة ذو فرغ قطط

يخبر الراقد أن نومه ... عند انتباه جده من الغلط

والبدر قد صار هلالاً ناحلاً ... في آخر الشهر وبالصبح اختلط

كأنه قوس لجين موتر ... والليل زنجي عليه قد ضبط

وفي يديه للثريا ندب ... يزيد فرداً واحداً عن النمط

فأي عذر للرماة والدجى ... قد عد في سلك الرماة وانخرط

أما ترى الغيم الجديد مقبلاً ... قد مد في الأفق رداه وانبسط

كأن أيدي الريح في تلفيقه ... قد لبدت قطناً على ثوب شمط

يلمع ضوء البرق في حافاته ... كأن في الجو صفاحاً تخترط

وأظهر الخريف من أزهاره ... أضعاف ما يخفي الربيع إذا شحط

ولان عطف الريح في هبوبها ... والظل من بعد الهجير قد سقط

<<  <  ج: ص:  >  >>