للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظل يستقري بلاغ عودها ... فنبر الأطراف واختار الوسط

وجود التدقيق في لحامها ... فأسقط الكرشات منه والسقط

ولم يزل ينقلها مراتباً ... تلزم في صنعته وتشترط

فعندما أفضت إلى تطهيرها ... صحح دارات البيوت والنقط

حتى إذا قمصها بدهنها ... جاءت من الصحة في أحلى نمط

كأنها النونات في تعريقها ... يعوج منها بندق مثل النقط

مثل السيور في يد الرامي فلو ... شاء طواها وحواها في سفط

لو يقذف أليم بها مالكها ... ما انتقض العود ولا الزور انكشط

كأنما يندقها نيازك ... أو من بد الرامي إلى الطير خطط

من كل محني الضلوع مدمج ... ما وهم الباري بها ولا فرط

كأنما لام عليها ألف ... وقال قوم إنها اللام فقط

فأجل قذى عيوننا ببرزة ... تنفي عن القلب الهموم والقنط

فما رأت من بعد هور بابل ... ومائه التيار عيشاً يغتب

ونحن من مروجه في نشوة ... عند التحري في الوقوف للخطط

من كل مقبول المقال صادق ... قد قبض القوس وللنفس بسط

يقدمنا فيها قديم حاذق ... لا كسل يشينه ولا قنط

يحكم فينا حكم داود فلا ... تنظر منا خارجاً لما شرط

لا يسبك الأسباق من جفته ... ولم يكن مثل القرلى في النمط

<<  <  ج: ص:  >  >>