قال: وكتب إلي يتقاضاني عليقاً لفرسه، وشيئاً ينفقه:
دموع كميتي على خده ... من الجوع يطلب مني العلف
وليس معي ذهب حاضر ... ولا فضة وعلي الكلف
ولي منك وعد فعجل به ... فمن أنجز الوعد حاز الشرف
ودم وتهن بشهر الصيا ... م بوجه يهل وكف تكف
فبعثت إليه الشعير والنفقة، وكتبت إليه الجواب:
مسحت بكمي دموع الكميت ... وقلت له قد أتاك العلف
ووافى إليك جديد الشعير ... لعل يداوي سقام العجف
وفي كم سائقه صرة ... تسر لتخفيف ثقل الكلف
فإياك تحسبها للوفا ... فإني بعثت بها للسلف
وكان يقص ما ينظمه في الورق قصاً مليحاً محكماً جيداً بالنقط والضبط، ولكن أوضاعه على عادة المغاربة في كتابتهم.
ونقلت من قصة قوله:
إلى الحر الحسيب إلي علي ... علاء الدين ذي الحسب العلي
إلى من جوده عم البرابا ... وفاق مكارماً لكريم طي
إلى من قدره فاق البرايا ... وزاد علاً على الأفق السمي
وكان اجتماعي به في الجامع الأموي سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، أو في سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، واجتماعي به في حلب سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وتركته وهو يعمل مجلساً يفسر فيه القرآن، وكان ذلك آخر عهدي به.