وإذا رأوا شيئاً عليه تحيلوا ... في أخذه وتأولوا وتملقوا
ما هم تجار بل لصوص كلهم ... فأمر بهم أن يقتلوا أو يشنقوا
المين دأبهم إذا ما حدثوا ... ما فيهم من في كلام يصدق
مرقوا من الدين الحنيف بأسرهم ... كالسهم ظل من الرمية يمرق
كم أستغيث وكم أضج وأشتكي ... منهم إليك وكم لقلبي أحرقوا
سدوا علي الطرق بغياً منهم ... أني اتجهت وللأعادي أذلقوا
وأتوا بمالي من لآمة طبعهم ... نحو الشآم وبينهم قد مزقوا
وأراك لا تجدي إليك شكاية ... إلا كأنك حائط لا ينطق
ماذا جوابك حين تسأل في غد ... عنهم ورأسيك من حيائك مطرق
ما أنت راع والأنام رعية ... وإذا ركبت، لك الملوك تطرق؟
كن منصف المظلوم من غرمائه ... فالبغي مصرعة وفعل موبق
واكشف ظلامة من شكا من خصمه ... فالحق حق واضح هو مشرق
لا تعف عن قوم سعوا لفسادهم ... في الأرض بغيا منهم وتجوقوا
وانصب لهم شرك الردى إن أنجدوا ... أو أتهموا أو أشأموا أو أعرقوا
لا تنبرق منهم وإن هم أسرجوا ... أو ألجموا أو أرعدوا أو أبرقوا
ومتى ظفرت بمفسد لا تبقه ... فبقاؤه للناس ضر مقلق
واكفف أكف الظالمين عن الورى ... ليكف عنك الله شراً يطرق
لا زلت سيفاً للأعادي قاطعاً ... ورؤوسهم مهما حييت تحلق
وبقيت في مجد رفيع لا يهي ... وبنود نصرك عاليات تخفق