أم غادة أهديتها في جيبها ... من شعرك الفتان عقد جواهر
بكرت إلي فباكرتني نشوة ... ما كان يخطر مثلها في خاطري
في باطني منها باقي سكرة ... يبدو علي بها الهنا في ظاهري
مهلاً علاء الدين قد حملتني ... منناً تفوق على الغمام الماطر
وجبرت تضيفي الكسير فقد غدا ... يروي الإجازة في الورى عن جابر
ما هذه أولى يد أوليتني ... لك يا بن سالم ابن عبد الناصر
زهر ودر ذاك من روض زها ... نبتاً وهذا من خضم زاخر
إن كان شعر كنت أفقه عالم ... أو كان فقه كنت أبدع شاعر
وكتب إلي كثيراً وهذا القدر كاف.
وحمل إلي تخميس البردة؛ قصيدة البوصيري، فكتبت أنا له عليها: وقفت على هذا التخميس الذي طرز طرسه، وسقي الفضل غرسه، وجلا للعين عرسه، ونوع في البديع جنسه، ونول أهل الأدب أنسه، وساق إلى طيبة بأحمال المدائح عنسه، فرأيت أسرار البلاغة فيه فاشية، وأبكار الفصاحة كيف غدت في خدور السطور ناشيه، والبردة كيف اكتست بهذه الزيادة رقة الحاشية:
لله من جاء به أولاً ... فإنه أتعب من بعده
عسل ثغر الزهر في روضه ... لما روى الإبداع عن شهده
وكل سطر غصن قد غدا ... يحمل من قافية ورده
أقسم ما خمسها ناظماً ... لكنه قد طرز البردة
فيا له من سهم خرج من كنانه، وشهم لا يثني إلا حجام عنانه، وذي فهم ثقف