ولم ير أحلى من يراعك أحمرا ... علت دهمة جاري من الطرس أشهبا
بقيت لنا ذخراً مآثر فضله ... يضوع لها في كل يوم لنانبا
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وكم سرحة لي في الربا زمن الصبا ... أشاهد مرأى حسنها متمليا
ويسكرني عرف الصبا من نسيمها ... فأقضي هوى من طيبه حتف أنفيا
وأسأل فيها مبسم الروض قبلة ... فيبرز من أكمامه لي أيديا
فلله روض زرته متنزهاً ... فأبدى لعيني حسن مرأى بلا ريا
غدا الغصن فيه راقصاً ونسيمه ... يكر على من زاره متعديا
ترجلت الأشجار والماء خر إذ ... نسيم الصبا أضحى به متمشيا
يغني لديك الورق والغصن راقص ... فيعرق وجه الأرض من كثرة الحيا
فأنشدته أنا لنفسي في هذا المعنى:
حسدت نسيم الروض في كل حالة ... ولا سيما يوم قطعناه بالحمى
فكم م عطفاً للغصون مرنحا ... وعانق قداً للقضيب مقوما
وقبل خد الورد وهو مضرج ... وثغر الأقاحي في الربا إذا تبسما
وكم بات يستجلي عذار بنفسج ... سقته الغوادي صوبها فتنمنما
ولما أمال القضب نقش ظلها ... وكبت كفا للغدير ومعصما
وفتح أجفاناً من الزهر أغمضت ... ونبه قمري الحمي فترنما
ولم أنسى وجه الروض يسفر ضاحكاً ... بأزهاره كالدر لما تنظما
فمذ فتحت فيه البروق جفونها ... تبرقع منها بالحيا وتلثما