للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزل على حاله إلى أن انطفأ ابن الكلاس، ولم يضئ له جلاس بين الجلاس.

وتوفي رحمه الله تعالى بقرية حطين من بلاد صفد، قبل الثلاثين وسبع مئة، أو ما بعدها.

ورأيته بدمشق غير مرة. وكان قد وقع بينه وبين صاحبنا زين الدين الصفدي، وعبث به، وصنع فيه مقامة. ومن شعره:

خليلي ما أحلى الهوى وأمره ... وأعرفني بالحلو منه وبالمر

بما بيننا من حرمة هل رأيتما ... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر

ومنه:

سقطت نفوس بني الكرام فأصبحوا ... يتطلبون مكاسب الأنذال

ولقلما طلب الزمان إساءتي ... إلا صبرت وإن أضر بحالي

نفسي تطالبني وتأبى همتي ... أن استفيد غنى بذل سؤال

قلت: وقد أولع الشعراء بهذا المعنى، ومما قلت أنا فيه مضمناً قول المعري:

قضت لي أن لا اشتكي الدهر همتي ... ولو ساورتني أسده والأساود

وأن لا أنال الرزق في دار ذلة ... ولو أنني في هالة البدر قاعد

ومن شعر ابن الكلاس:

تقدمت فضلاً من تأخر مدة ... بوادي الحيا طل وعقباه وابل

<<  <  ج: ص:  >  >>