للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما وقفت أنا على قوله:

أخذت عني بديلاً ... وذا دليل بأنك

تمر بي لست تلوي ... علي حتى كأنك

فلست تحسن هجري ... ولست أهجر حسنك

وليس يوزن وجدي ... وليس يوجد وزنك

قلت: الذي يسلك هذه الطريق السهلة العذبة المنسجمة التي ليس فيها غريب لغة ولا غريب إعراب، ولا تقديم ولا تأخير، ولا حذف ولا تقدير، ما يأتي بهذا الإعراب الذي نحتاج أن نقدر له نيابة المصدر المحذوف، وهو يتشبه بطريق البهاء زهير رحمه الله تعالى وذلك ليس في شعره تكلف، بل قول مطبوع غير متطبع، ولا عنده تكلف في إعراب ولا حوشي لغة. وقد قلت أنا في ذلك:

لقد أضعفني حزني ... وضاعف خالقي حسنك

فها أنا لم أزن وجدي ... لأني لم أجد وزنك

وصاحب الذوق السليم يحكم بيني وبينه في هذا رحمه الله تعالى.

وأنشدني لنفسه إجازة، وجوده مضمناً:

مليح خصره والردف منه ... كبنيان القصور على الثلوج

خذوا من خده القاني نصيباً ... فقد عزم الغريب على الخروج

وأنشدني له أيضاً:

جنبتني وأخي تكاليف الشقا ... وشفيتنا في الدهر من خطرين

<<  <  ج: ص:  >  >>