شهاب الدين أبو الثناء محمود - رحمه الله تعالى -: ووقفنا على البيتين اللذين نظما في وصف حال قازان، وتحقق موته بعد اختلاف الأخبار فيه، والجواب عنهما:
مات من الرعب وإن لم تكن ... بموته أسيافنا راضيه
وإن يفتها فأخوه إذا رأى ... ظباها كانت القاضيه
وللوادعي - رحمه الله تعالى - في موت قازان عدة مقاطيع منها ما نقلته من خطه:
لقد مات قازان فويل منافق ... يكابر فيه بالخديعة والمكر
ولم يبق إلا أن يجيء بنفسه ... ويحلف أني قد شبعت من القبر
ونقلت منه أيضاً له:
وكم يجعل القصاد حياً وميتاً ... قزاناً وأوحتهم شياطينهم وحيا
إلى أن قضى نحباً وصار إلى لظى ... وأصبح فيها لا يموت ولا يحيا
ونقلت منه أيضاً له مضمناً:
قد قال غازان يا للمسلمين لقد ... ثارت بقصادكم بين الورى الفتن
كم قد نعيت وكم قد مت عندكم ... ثم انتفضت فزال القطن والكفن
وكان جلوس غازان على تخت الملك في سنة ثلاث وتسعين وست مئة. وحسن له نائبه نوروز الإسلام، فأسلم في سنة أربع وتسعين، ونثر الفضة والذهب واللؤلؤ على رؤوس الناس، وفشا بذلك الإسلام في التتار. وكان صاحب العراقين وخراسان وفارس والجزيرة وأذربيجان والروم.