علواً، واستفاد غلوا، وكثرت أمواله، وامتدت آماله، وصار في عداد الملوك، ونظمت جواهر سعوده في السلوك.
ثم إن الدهر تيقظ، وتيقن هلاكه وما تحفظ، فنقض ما أبرم، ونفض ما أكرم، ولما طبب خربندا ومات، نزل به المكروه والشمات، وشغب عليه الوزراء، علي شاه وأمثاله، وصادره من المقدور حبائله وحباله، فدارى عن نفسه بقناطير من الذهب، ودفع جملاً من الجواهر، فما أفاد، لأن عمره ذهب.
وقتل هو وابنه قبله، وذبحوهما على غير قبله، وذلك في سنة ست عشرة وسبع مئة.
وقال الشيخ علم الدين البرزالي: في جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وسبع مئة، وعاش بضعاً وسبعين سنة، ولما قتلوه فصلوا أعضاءه، وبعث إلى كل بلد بعضو من أعضائه، وأحرقت جثته، يقال: إن جوبان أخذ منه ألف ألف مثقال.
وكان فيه حلم وتواضع وسخاء وبذل للعلماء والصلحاء، وكان ذا رأي ودهاء ومروءة، وفسر القرآن، وأدخل فيه الفلسفة. ويقال: إنه كان جيد الإسلام - رحمه الله تعالى - ولما مات خلف بنين وبنات، وعمائر فاخرة، وأموالاً لا تحصر، وأحرقت تآليفه بعده.
ثم وزر ابنه محمد بعده سنوات، وتمكن أيضاً وسيأتي ذكره في مكانه.
وكان قد نسب رشيد الدولة إلى أنه سقى خربندا السم، فطلبه جوبان على البريد السلطانية، وأحضره بين يديه، وقال له: أنت قتلت القان. فقال: كيف أفعل ذلك، وأنا كنت رجلاً طبيباً عطاراً ضعيفاً بين الناس، فصرت في أيامه وأيام أخيه