للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعت عليه وعلى الحافظ جمال الدين المزي " جزء الأربعين العوالي، من المصافحات والموافقات والأبدال "، تخريج ابن جعوان للقاضي دانيال. وقرأت عليه غير ذلك، وقرأ هو علي قطعة من شعري.

وكان دائم البشر لي جميل الود، وكان من عقله الوافر وفضله السافر أنه يصحب المتعاديين، وكل منهما يعتقد صحة وده، ويبث سره إليه.

وكان العلامة تقي الدين بن تيمية يوده ويصحبه، والشيخ العلامة كمال الدين بن الزملكاني يصحبه ويوده ويثني عليه.

وقال القاضي شهاب الدين بن فضل الله يرثيه:

تراهم بالذي ألقاه قد علموا ... شط المزار، وبان البان والعلم

لهفي عليهم وقد شدوا ركائبهم ... عن الديار ولا يثني بهم ندم

قد كان يدنيهم طيف ألم بنا ... فالآن لا الطيف يدنيهم ولا الحلم

الله أكبر كم أجرى فراقهم ... دمعاً، وعاد بمن لا عاد وهو دم

أموا الحجاز فما سارت مطيتهم ... حتى استقلت دموعاً قدمت لهم

وأحرموا لطواف البيت لا حرموا ... من لذة العيش طول الدهر لا حرموا

زاروا النبي وساروا نحو موقفهم ... حتى إذا فارقوا مطلوبهم جثموا

يا سائرين إلى أرض الحجاز لقد ... خلفتم في حشاي النار تضطرم

هل منشد فيكم أو ناشد طلباً ... أضللته وادلهمت بعده الظلم

<<  <  ج: ص:  >  >>