ولما عزم غازان على العود، جعل إليه نيابة الشام، ولبكتمر السلاح دار نيابة حلب، ولألبكي نيابة السواحل كلها.
قال: ووقفت على نسخ تقاليد كتبت لهم على مصطلح ملوكنا، كتبت بخط جمال الدين بن المكرم، وكتب لقبجق فيها " الجناب العالي "، وجعل زكريا بن الجلال وزيراً بالشام وحلب والسواحل عامة يتحدث في الأموال، وترك بولاي من عسكر التتار، ليكون ردءاً لهؤلاء النواب إلى أن يستخدموا لهم جنداً.
ثم لما بنت ببولاي الدار، شرع يراسل المصريين، وجهز الصاحب عز الدين بن القلانسي والشريف زين الدين رسلاً منه إليهم، واستعان بكتب كتبها محمد بن عيسى، إلى الأمراء بسببه.
فأما سلار فلان له جانبه. وأما الجاشكير فخشن عليها، ثم غلب عليه رأي سلار والأمراء الكبار. وقالوا: لو لم يكن إلا لأجل محمد بن عيسى، فإنه بالغ في أمره، وقام معه هذا القيام الذي ما بقي معه يمكن أن يتخلى عنه، وإن لم يؤووه أنتم آووه هم.
وأخذوا وجهاً عند غازان، وقالوا: عملنا هذا لأجلك، فأجمعوا على صلحه، ثم جعلوا مقامه بالشوبك لخاصة مماليكه على رزق جيد عين لهم.
ودام على هذا حتى كانت الواقعة الثانية نوبةً شقحف، فحضر وشهد يومها بمماليكه، وأبلى بلاءً حسناً لم يبل أحد بلاءه.
وسبق إلى الماء ليملكه، فوجد عليها فوجاً من التتار، فما زال يقاتلهم حتى