للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الأمراء المصريين، ورمى بينهم، فاختلفوا على قوصون وأمسكوه، هذا وهم في قصر دمشق فعل هذه الفعلة، فكنت أعجب من دهائه مع غتميته وأميته وما دبره وما اعتمده حتى خبط الشام ومصر. على أنه لما أدبرت سعادته كان حتفه فيما دبره:

إن المقادير إذا أبرمت ... ألحقت الحازم بالعاجز

ولقد أقول إذا فكرت فيه:

أضاعوه وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر

وقلت أنا فيه لما قتل - رحمه الله، تعالى -:

سمت همة الفخري حتى ترفعت ... على هامة الجوزاء والنسر بالنصر

وكان به للملك فخر فخانه ال ... زمان فأضحى ملك مصر بلا فخر

ولما كان بعد واقعته جلسنا يوماً بحماة في خدمة القاضي شهاب الدين بن فضل الله، فأخذ في نظم شيء من المجون مع شخص ينبسط معه، ونظم هو وغيره أشياء ما بين هجو وما بين مجون، وألزمني، فاستعفيت، فقال: لا بد، وأقسم علي، فقلت:

هل لك في أير غدا رأسه ... تعجب منه قبة النسر

لو أنه في جيش ألطنبغا ... خري له قطلوبغا الفخري

فأعجباه وزهزه لهما كثيراً، وقال: ما بقي بعد هذا شيء، وترك ما كان فيه.

[قطلوبغا]

الأمير سيف الدين الناصري المعروف بالمغربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>