للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما وقع الحبر عليها بلى ... وقع منك بتجديدها

قال: فأمر لي بتفصيلتين ومبلغ خمس مئة درهم، فقلت: يا خوند مماليكك الجماعة رفاقي يبقى ذلك في قلوبهم، فأمر لكل منهم بمثل ذلك، ثم صار ذلك راتباً لنا في كل سنة عليه.

وندب الأمير علم الدين الدواداراي، وهو سلطان، فعمر جامع ابن طولون، واشترى له وقوفاً كثيرة، وجدد فيه وظائف كثيرة من التفسير والحديث والفقه والقراءات والطب وعمر بدمشق الخان المنسوب إليه تحت ثنية العقاب.

وكان أشقر، في لحيته طول يسير، وخفه. وجهه رقيق معرق وعليه هيبه، وهو تام القامة، في قده رشاقة وهيف. وكان وهو سلطان يجهز البريدية، ويحملهم السلام إلى الموقعين الذين كان يعرفهم.

وأنشدني شيخنا أبو الثناء محمود إجازة قصيدة مدحه بها وهي:

أطاعك الدهر فأمر فهو ممتثل ... واحكم فأنت الذي تزهى به الدول

واشرف فلو ملكت شمس النهار علاً ... ملكتها لم يزد في سعدها الحمل

وانهض بعزمك فهو الجيش يقدمه ... من بأسك المنذران الرعب والوجل

وسر به وحده لا بالجيوش وإن ... لم يحوها الأرحبان السهل والجبل

تلقى الفتوح وقد جاءتك وافدةً ... يحثها المزعجان الشوق والأمل

قد أرهف الملك المنصور منك على ... جيش الأعادي حساماً حده الأجل

تهوى أسنته بيض النحور فمن ... آثارها الحمر في أجيادها قبل

تدمي سطاه وتندى كفه كرماً ... كالغيث يهمي وفيه البرق يشتعل

<<  <  ج: ص:  >  >>