للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فنظمت هذه الأبيات، وأنشدتها للشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فاستحسنها، وهي:

ليت يداً صدت حبيباً أتى ... للوصل يشفي غلتي غلت

قضيت قدماً معه عيشةً ... يا ليت فيها مدتي مدت

لو لم أرض نفسي بصبرغدا ... ساعة صد جنتي جنت

قلت: كذا رأيت البيتين الأولين قد ساقهما الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي، ولو أن فيهما حكماً، لقلت: " اصبر إذا ما حالة حلت "، فإنها أنسب من قوله: " حادثة أقبلت "، وأما بيتا الشيخ تاج الدين الدشناوي الأولان فإنهما في الحسن غاية، ولكن البيت الثالث في تركيبه قلق، وليس بأخ لما تقدمه، ولو كان لي فيه حكم؛ لقلت:

أقبح بصد جاء لو لم يكن ... صبري لنفسي جنتي جنت

على أن الأول أيضاً فيه قلق، وأما الأوسط فإنه في الذروة.

وقد كنت نظمت قديماً، لما وقفت على البيتين الأولين، وهما مشهوران أبياتاً من جملتها:

هذي التي نلت بها ذلتي ... وحلتي في الصبر قد حلت

وأدمعي في وجنتي أطلقت ... وفي فؤادي غلتي غلت

خلائقي وفق غرامي بها ... فاستخبروها ما التي ملت

وقلت في جارية لي توفيت:

دفنتها كالبدر تحت الثرى ... ومن شقائي مدتي مدت

<<  <  ج: ص:  >  >>