للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي رحمه الله تعالى في شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وست مئة.

أخبرني من لفظه شيخُنا العلامة أثيرُ الدين، قال: حَضَرنَا مع المذكور في الروضة فكتب إليّ، وَوَجَّهَهُ مع بعض غلمانه:

حَيَّيتُ أثيرَ الدين شيخ الأدبا ... أفضي حقاً له كما قد وَجَبَا

حَيَّيتُ فتىً بطاقِ آسٍ نَضِر ... كالقدِّ بدا مُلِئتُ منه طَرَبَا

قال: فأنشدته:

أهدى لنا غُصُناً من ناضر الآسِ ... أقضى القضاةِ حليفُ الجود والباسِ

لمّا رأى سقمي أهداه مع رشأٍ ... حُلوِ التثني فكان الشافي الآسي

وأنشدني قال: أنشدني من لفظه لنفسه:

تعطلتُ فابيضّت دَوَاتي لحُزنها ... ومُذقلَّ مالي قلَّ منها مِدادها

وللناس مُسوَدُّ اللباس حدادهم ... ولكنَّ مُبيضَ الدواةِ حِدادها

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه:

في السُمر معانٍ لا تُرى في البيضِ ... تالله لقد نصحتُ في تعريضي

ما الشهد إذا طعمته كاللبنِ ... يكفي فَطِنا محاسنُ التعريضِ

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه:

قالوا بالعذارِ تسلَّ عنه ... وما أنا عن غزال الحسن سالِ

وإن أبدَت لنا خدّاه مسكاً ... فإن المسك بَعضُ دم الغزالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>