وحبل متين فلا يتمسك بغير عروته التي هي سبب خيره، وليقابل هذه النعمة بشكر يوصله إلى ما تستحقه أهليته في ذمتها، وتبلغه الرتب العلية التي لا تنالها النفوس إلا بشرف همتها، والله يتولى عونه فيما ولاه، ويزيده فضلاً إلى فضله الذي أولاه، والاعتماد فيما رسم به على الخط الكريم أعلاه الله تعالى أعلاه إن شاء الله تعالى.
وكتبت أنا إليه من القاهرة وهو بدمشق:
من جود كفيك تخجل الديم ... ومن محياك تنجلي الظلم
يا من سما وارتقى وطال علاً ... حتى غدا وهو في الورى علم
ومن صفت للورى مكارمه ... وساعدتها الأخلاق والشيم
ومن إذا خط طرسه خجلت ... منه رياض بالزهر تبتسم
ومن إذا فاه بالكلام فما ... تراه إلا العقود تنتظم
لست أطيل الكلام في صفة ... ترضى بها في علوك الكلم
مثلك والله ما رأيت ولا ... يصلح إلا لمثلك الكرم
عندي من الشوق والتطلع ما ... يعجز عن بعض وصفه القلم
أوحشني وجهك الجميل فلم ... يلذ من بعده لي الحلم
فالقلب من لوعة ومن حرق ... مضطرب دائماً ومضطرم
والعين أفنى البكاء مدامعها ... فسال منها بعد الدموع دم
والله ما سار في الطريق معي ... بعدك إلا البكاء والندم
فليتني لا أطعت فيك نوىً ... ولا سعت لي الفرقة قدم
وكتبت إليه من مصر أهنئه بكتابة السر بدمشق: