للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله لولا شمسها المجتبى

لم يلق راجي حلب زبدةً ... ولم يصادف لبناً طيبا

وأنشدني:

حمى الله شمس المكرمات من الأذى ... ولا نظرت عيناي يوم مغيبه

لقد أبقت الأيام منه لأهلها ... بقية صافي المزن غير مشوبه

كأن سجاياه اللطيفة قهوة ... حباب حمياها بياض مشيبه

وبلغني أنه كان يأخذ القصيدة من شاعرها، ويكتب في قفاها تاريخ إيصالها إليه، ويذكر الجائزة ما هي، ويدعها عنده. فإذا تقدم ذلك الشاعر في الزمان أو صارت له صورة في الدولة، أحضر للناس تلك القصيدة، وقال: هذه أتى بها إلي في الوقت الفلاني، وأجزته عليها بكذا، فعل ذلك بجماعة كبار، وحكي أنه كان تاج الدين بن النصيبي له حجرة شقراء يركبها دائماً. فاتفق أن ركب غيرها في بعض الأيام فرآه شمس الدين بن صقر فقال له: يا تاج الدين أين الشقراء: فقال ابن النصيبي: في استي. فضحك هو ومن سمعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>