أنشدني من لفظه لنفسه الشيخ شمس الدين الصائغ ملغزاً:
ما اسم إذا عكسته ... رأيته بنفسه
كذاك إن ضاعفته ... لم يختلف بعكسه
قلت: هو في سدس وضعفه ثلث، وهذا في اللغز البديع.
وقال الشيخ شمس الدين الصائغ وهو بمصر يتشوق إلى دمشق:
لي نحو ربعك دائماً يا جلق ... شوق أكاد به جوى أتمزق
وهمول دمع من جوى بأضالعي ... ذا مغرق طرفي وهذا محرق
أشتاق منك منازلاً لم أنسها ... أنى وقلبي في ربوعك موثق
طلل به خلقي تكون أولاً ... وبه عرفت بكل ما أتخلق
وقف عليك لذا التأسف والبكا ... قلبي الأسير ودمع عيني المطلق
أدمشق لا بعدت ديارك عن فتى ... أبداً إليك بكله يتشوق
أنفقت في ناديك أيام الصبا ... حباً وذاك أعز شيء ينفق
ورحلت عنك ولي إليك تلفت ... ولكل جمع صدعة وتفرق
فاعتضت عن أنسي بظلك وحشةً ... منها وهي جلدي وشاب المفرق
فلبست ثوب الشيب وهو مشهر ... ونزعت ثوب الشرخ وهو معتق
ولكم أسكن عنك قلباً طامعاً ... بوعود قربك وهو شوقاً يخفق
منها:
والريح تكتب في الجداول أسطراً ... خط له نسخ النسيم محقق