وله نوادر كثيرة من هذا النمط. يقال إن الملك الأشرف أعطاه قبل أن يلي فرساً، وقال له: هذا اركبه إذا طلعت القلعة أو سافرت معنا إلى الصيد، لأنه كان في خدمته، فلما كان بعد أيام رآه وهو راكب على حمار مكسح، فقال له: يا حكيم أين الفرس الذي أعطيناك؟ فقال: بعتها وزدت عليها واشتريت هذا الحمار، فضحك منه.
وكان له راتب لحم على ديوان السلطان فعمل في وقت استيمار، وقطع هو وغيره، فدخل على الأمير سيف الدين سلار وهو يعرج فقال له: ما بك يا حكيم؟ قال: بي قطع لحم، فضحك منه، وأمر له بإعادة مرتبه من اللحم.
وله من التصانيف كتاب " طيف الخيال " أبدع فيه وقيل: إنه أخرجه من القوة إلى الفعل، ولبس ثيابه ورقص بآلاته جميعها، وله أيضاً أرجوزة سماها:" عقود النظام في من ولي مصر من الحكام ".
ومن شعره يستهدي قطراً:
نعم أنت أولى من نؤمله قدراً ... وأكرم من نهدي المديح له درا
وما أنت إلا ديمة أي ديمة ... تسح فيحيي سحها البلد القفرا
ولو لم تكن يا ابن المكارم ديمةً ... تجود لما استهديت من جودك القطرا
فجد لي به من ساعتي إنني امرؤ ... أخاف إذا جرعت في عسل صبرا
ودعني من رفع النحاة ونصبهم ... وجرهم أن يملأوا جرتي جرا