فكيف يرى بعاداً عن سناها ... ويعمل فكره طلب الخفاء
أحاشي ذهنك الوقاد يسطو ... عليه ظلمه الخل المراء
وأن تصغي إلى الواشي وأنت ال ... عليم بصدق ودي وانتمائي
فلا بالله لا تسمع حديثاً ... ينمقه الحواسد بافتراء
فإني قد جعلتك في مماتي ... خليلاً أصطفيه وفي بقائي
فكتبت أنا الجواب إليه:
أيا شمس العلوم لمجتليها ... ويا من فضله بادي السناء
ومن قد ظل منه الفضل فينا ... ولولاه نبذنا بالعراء
ألست إذ ادلهمت مشكلات ... جلاها بالتروي والذكاء
فما يخفى عليه مقال غش ... لأن الغش يظهر في الصفاء
أعيذك أن تصدق قول واش ... وأن تمشي على غير استواء
أتحسبني أفوه بغير شكر ... لفضلك لا وخلاق السماء
وبابك منذ كنت عرفت نفسي ... عقدت عليه ألوية الولاء
وما أهدى النسيم إليك طيباً ... وكان شذاه إلا من ثناء
وودي أنت تعلمه يقيناً ... صحيح لا يكدر بالجفاء
فلا تسمع لما نقل الأعادي ... وما قد نمقوه من افتراء
فأصلك طيب حاشاه يجفو ... خليلاً دأبه رفع الدعاء
وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء
وأنشدني من لفظه لنفسه:
لله در الخليج إن له ... تفضلاً لا نطيق نشكره
حسبك منه بأن عادته ... يجبر من لا يزال يكسره