ولم يزل على حاله إلى أن جاءه حتفه، ورغم بالموت أنفه.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاثين وسبع مئة.
ومولده سنة اثنتين وسبعين وست مئة.
وكان قد قرأ الفقه بالصعيد على خاله سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي، وتأدب به ولازمه، وأقام بمصر سنين يشتغل بها مع خاله، إلى أن ولي خاله فسار معه وتزوج ابنته، وكان ينوب عنه حيث كان، وكان قد عين شرف الدين المذكور لقضاء الإسكندرية، وطلب إلى القاهرة فحضر جمع كبير من أهل البهنسا وأظهروا الألم لفراقه، وسألوا القاضي جلال الدين القزويني ألا يغيره، فأعفاه، ورجع إلى البهنسا. ثم إنه عين لقوص، فلم يوافق، ومات رحمه الله تعالى ولم يعقب.
وقال القاضي كمال الدين الأدفوي: أنشدني كثيراً من شعره ومنه:
جز بسفح العقيق وانشق خزامه ... وفؤادي سل عنه إن رمت رامه
وإذا ما شهدت أعلام نجد ... وزرود وحاجر وتهامه
صف لجيرانها الكرام بيوتاً ... حالة الصب بعدهم وغرامه
وترقق لهم وسلهم وصالا ... وقل الهجر والصدود علامه؟
عبدكم بعدكم على الود باق ... لم يغير طول البعاد ذمامه
يا كرام النصاب إنا نراكم ... حيث كنتم بكل حي كرامه