وأخيه يحيى، وبعد الملك بن قينا، وأحمد بن عمر الباذبيني، وعجيبة الباقدارية، وطائفة أخرى، وسمع " المسند " كله بفوت، و" صحيح مسلم "، وانتهى علو الإسناد إليه.
كان يقول: حفظت " اللمع " في النحو و" مختصر الخرقي ".
وحج غير مرة. ووعظ بكلاسة دمشق، وسمع منه شيخنا الذهبي بالعلا وغيرها، وكان حسن المحاضرة، طيب الأخلاق، أخذ عنه الفرضي وابن الفوطي، وشيخنا البرزالي، وصفي الدين بن الخطيب، وسراج الدين القزويني، وشمس الدين بن خلف، وأخوه منصور، وعفيف الدين المطري، وخلق سواهم.
وتوفي رحمه الله تعالى يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة خامس عشري جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة ببغداد.
ومولده سنة سبع وثلاثين وست مئة.
ومن شعره:
كم قد صفت لقلوب القوم أوقات ... وكم تقضت لهم بالليل لذات
فالليل دسكرة العشاق يجمعهم ... ذكر الحبيب وصرف الدمع كاسات
ماتوا فأحياهم إحياء ليلهم ... ومن سواهم أناس بالكرى ماتوا
لما تجلى لهم والحجب قد رمغت ... تهتكوا وصبت منهم صبابات