قلت: ويدل على ذلك تحريه في عدم الكلام، وأنه كان بخيلاً، وشعره فيه أيضاً ما يدل على ذلك.
أنشدني الشيخ شمس الدين بن نباته المصري من لفظه، قال: أنشدني الشيخ تقي الدين لنفسه:
الجسم تذيبه حقوق الخدمه ... والنفس هلاكها علو الهمة
والعمر بذاك ينقضي في تعب ... والراحة ماتت فعليها الرحمة
ومن العجيب ما نقلته أنا من بعض التعاليق أن هذين البيتين حفظهما تاج الدين أحمد أخو الشيخ تقي الدين، وكان فارضاً عاقداً بالحسينية، فاتفق أنه قال في وقت في الهاجرة بمسجد الجوادي، فرأى في النوم والدهما الشيخ مجد الدين، رحمه الله تعالى، فسلم عليه، وسأله عن حاله، فقال: يا سيدي بخير. فقال: كيف محمد أخوك؟ قال: بخير، الساعة كنت عنده وأنشدني هذين البيتين. وأنشدهما، فقال: سلم عليه وقل له:
الروح إلى محلها قد تاقت ... والنفس لها مع جسمها قد عاقت
والقلب معذب على جمعهم ... والصبر قضى وحيلتي قد ضاقت
ونقلت أنا من خطه رحمه الله تعالى لنفسه:
أفكر في حالي وقرب منيتي ... وسيري حثيثا في مصيري إلى القبر