عليهم، فلا يرون لمنّه سلوى، وطالت مدّته في حلب، وساق إليه كل شاعر نفائس أمداحه وجلب.
ولم يزل على حاله الى أن دخل ابن العديم في العدم، وانهدّ طَوْد حياته وانهدم.
وتوفي رحمه الله تعالى في العشر الأول من شوال سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة.
ومولده سنة تسع وثمانين وست مئة.
وكان قد طلب الى مصر ليجعل بها قاضي القضاة عندما أُخرج القاضي حسام الدين الغوري، فوصل الى دمشق، ثم إنه جاء المرسوم بعوده الى حلب على حاله.
وحدّث عن الأبرقوهي وغيره.
وكتب إليه شهاب الدين أحمد بن المهاجر الوادي آشي الحنفي، ومن خطه نقلت:
فذاك قاضي القضاة عبدُ ... قريضُه مثله رقيقُ
يكابدُ البرد في قماش ... أشبهه ببيته العتيقُ
له إذا ما الرياح هبّت ... عطف كغصن النقا رشيقُ
غزا ابن ماء السماء منه ... نضواً سوى السلم لا يطيق
ليس يرد الشتاء عنه ... بيتٌ مع القبح فيه ضيق
والصبر مع أنه بعيدُ ... قد سُدّ من دونه الطريق
فانظر إليه بعين مولّى ... من غُرّ أوصافه الشفيق
واعطف عليه فأنت فرع ... من دوحةِ غُصنُها وريق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute