للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسلطان أن لا يكون له وزير بعد الجمالي، ولذلك بقيت أمور المملكة ترجع إليه، وهي متعلقة به من الجيش والأموال والعزل والولاية.

وسمعت أنا من قرمان شخص كان كاتباً بصفد، أنه جاء مرة الى القدس وكتب هناك وتوجه الى قمامة، وكنتُ خلفه، وهو لا يراني، وهو يمش وينظر الى تلك الآثار والمعابد، ويقول: " ربَّنا لا اُزِغ قلوبَنا بعد إذْ هدَيْتَنا ".

وعلى الجملة فكان للزمان جمال ورونق، ولما قيل للسلطان إنه مات لعنه وسبّه، وقال: له خمس عشرة سنة ما يدعني أعمل ما أريد. ومن بعده تسلّط السلطان على الناس، وصادر وعاقب وتجرأ على كل شيء. وأوصى عند موته للسلطان بأربع مئة ألف درهم، فأخذ منه ما يزيد على الألف ألف درهم.

وكتب إليه شيخنا العلامة شهاب الدين محمود ما أنشدنيه إجازة:

في دعاء الإله في كل عام ... لك فخر تسمو به في الأنامِ

وحجيج البيت المُحرَّم أنّى ... شئته من أسنى المزايا الجسام

كل حول تعود عن كعبة الل ... هـ نقياً من سائر الآثامِ

عارياً من ملابس الذنب قدما ... رافلاً في حُلى القبول الوشام

مع ما تبتنيه ثم من الطا ... عات ما بين زمزم والمقام

قد ألفْت السرى فلو رمت في اليق ... ظة مثوىً لسرت في الأحلام

هويتك المشاعر الزهر تختا ... ل بها في ملابس الإحرام

فهي تشتاقك اشتياقك إيّا ... ها فسيّان أنتما في الغَرامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>