للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعزّ نصرك أضحى الدهرُ يبتسمُ ... وعن رعاياكَ ولّى الظلم والظُلَمُ

يا ناصر الدين والدنيا ويا ملكاً ... ذلّت لعزته في أرضها الأمم

أصبحت سلطان أهل الأرض قاطبة ... سارت بأنبائك الوخّاذة الرُسُم

تخاف بأسَك أملاك الأنام فما ... تسعى لهم في سوى طاعاتك القدم

يبادرون الى ما كُنت تأمرهم ... كأنهم عندما تختاره خدم

متى يخف ملك منهم فليس له ... إلا ظلالك في هذا الورى حرم

فالأُسدُ تخشاكَ في سرٍ وفي علن ... فليس يعصمها غابٌ ولا أجم

تغزو سراياك أملاك البلاد فما ... يحمي العِدا منهم قاعٌ ولا أكم

ويبلغون الأماني من عدوّهم ... لأنهم باسمك المنصور قد قدموا

فإن تصُل في جيوش الكُفر وغًى ... وأبحُر الحرب بالأبطال تزدحم

تفرّج الضيقَ في يوم الكريهة إذ ... أضحت سيوفكَ من أغمادها القمم

وما هباتك في يوم النّوال ندًى ... لكنها سحبٌ تهمي وتنسجم

تجود بالصدقات الوافرات فكمْ ... أحيت عطاياك من أودى به العدم

وفضل حلمك مشهورٌ لطالبه ... ونفحةُ المِسك فينا كيف تنكتم

مناقبُ شرفتْ قدراً فقد رجعت ... درّاً على جهة الأيام تنتظم

فالله يجعل هذا الملك متّصلاً ... بالسّعد ما ابتسمت عن صُبحها الظلَمُ

ولا برحْتَ على الأعداء منتصراً ... مؤيّداً ما جرى في مهرَق قلمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>