للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام فخر الدين الرازي وهو على المنبر فجاءت إليه حمامة وراءها جارح، فقال ابن عنين أبياتاً منها:

جاءت سليمان الزّمان حمامةٌ ... والموتُ يلمع من جناحَيْ خاطفِ

مَن أعلمَ الورقاءَ أن محلّكم ... حرمُ وأنك ملجأُ للخائفِ

وأجاب الوراق للصاحب تاج الدين بقصيدة طويلة، ومن خطّه نقلت:

أذنَتْ قُطوف ثمارها للقاطف ... وثنت بأنفاس النّسيم معاطفي

منها، فيما يتعلّق بالحمار:

ولكمْ بكيتُ عليه عهدِ مرابع ... ومراتع رُشّت بدمعي الذارفِ

يُمسي على يُسري وعُسري صابراً ... بمعارفٍ تلهيه دون معالفِ

وقد استمرّ على القناعة يقتدي ... بي وهي في ذا الوقت جلّ وظائفي

ودعاهُ للبئر الصّدى فأجابه ... واعتاقَهُ صرفُ الحمام الآزِفِ

وهو المُدلُّ بألْفةٍ طالت وما ... أنسى حقوق مرابعي ومآلفي

وموافقي في كل ما حاولته ... في الدهر غير مواقفي ومخالفي

دورانُ طاحونٍ لساقية لنق ... لِ الماء في شاتٍ ويوم صائفِ

لكنْ بماء البئر راح بنقلةٍ ... فثلاثُ شاماتٍ بموتٍ جارِفِ

ونظم الصاحب يوماً بيتا وهو:

توفي الجمال الفائزيّ وإنه ... لخَيرُ صديقٍ كان في زمنِ العُسرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>