للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورثاه جماعة من شعراء عصره منهم العلامة شيخنا أبو الثناء، أنشدنيها إجازة وهي قصيدة عُظمى يَرْوَى بها مَنْ يظما:

أترى دَرَى داعي المنيّة مَنْ دَعا ... أم أيّ ركن للشريعة ضُعضعا

أم أيّ طودِ حجىً ترفَع في العُلا ... عصفت به ريح الصبا فتصدّعا

أم أي نجمِ هدى هوى من بعدما ... ردّ الكواكب عن مداه طُلَّعا

أم هل درى ناعيه أن الدين وال ... تقوى ونَشْر العدل أوّلُ ما نعى

أصمى فؤادَ الحكم سهمُ فجيعةٍ ... لم يبقِ في قوس النكاية منزعا

وأعاد شرح الشرع أضيع سائم ... لمّا رماه بقصد أفضل من رعى

لله أي زريّةٍ أضحى بها ... قلب الهدي حين السكون مروّعا

طرقت جناباً بالفضائل آهلاً ... فثَنَتْه مِنْ ربّ الفضائل بَلْقَعا

وردتْ مَعين ندى ففاض وقد طمى ... ورنتْ إلى نَوْء النوال فأتلعا

ما خصَّ ما طرقت به خلصاءه ... بل عمّ فادُحها البريَّة أجمعا

قاضي القضاة ومَنْ حوى رتباً سَمَتْ ... عَنْ أن تُسامَ وبزّت مَنْ سعى

شيخ الشيوخ العارفين ومَن رقا ... رتب السلوك تعبّداً وتورُّعا

يأتمّ منه السالكون بعارفٍ ... بلغ العناء به المقام الأرفعا

<<  <  ج: ص:  >  >>