للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو أجتاز بنهر أخي مناز وحصاهُ تروع حالية العذارى، فورده وأمواجه تطرد، إما يرد أو يبترد، لكنه عاكسهم في التشبيه، ونافسهم في التمويه، فاستعبد كلامهم كلامه الحُرّ، وكان ما جاء به من الحصى أنفس مما جاؤوا به من الدرّ، فتأخّروا وإن تقدّموا، وتقدّم وإن تأخر، وكانت بدائهه لبدائه سواه تسحر، وبدائعه من بديع سواه تسخر.

وأما تشبهه بالهمة الشهابية وتشوّفه الى الهمة العدوية فلابد بمشيئة الله تعالى أن تعدّى العدوية قربه على بعاده، وتعمر العُمرية أرجاء رجائه بعوده الى معاده، والقطر يسبق الدين السواجم، والزهر يعبق وما انشقّت عنه الكمائم:

وإن رجاءً كاملاً في جميلةٍ ... لكَالمالِ في الأكياس تحت الخواتمِ

والله يعمر ببقائه أنداءَه، ويسرّ بلقائه أوداءَه بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى.

وكتبت أنا إليه من دمشق في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة:

يا عذولاً في لومه قد تفصّح ... ويرى أنه بذاك تنصّحْ

ليس عندي من الجوى بي جوابٌ ... هذه أدمعي تقول وتشرح

قف على غير مسمعي واسأل الصّب ... رَ فما عنده سوى الله يفتحْ

كم ينادي السلو بالحرب أولى ... وينادي الغرام بالصلح أصلحْ

قِستُ بين السلو والوجد حتى ... صحّ أن الغرام أرجى وأرجح

كيف صبري عن أرض مصرٍ وفيها ... لي قوم أسمى الأنام وأسمح

<<  <  ج: ص:  >  >>