للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به أزهرت للأزهري رياضُهُ ... فأنوارها تجلو دياجي الحوادث

وصحت به للجوهري صحاحه ... فلا كسر يعروها ولا نقد عابث

وساد به بين الأنام ابن سيده ... فمحكمُه ما فيه عيث لعايث

وبرَّ ابن بريٍّ وصحّت بنقده ال ... صحاح استقلّت في براثن ضابث

وللجزريّ ابن الأثير نهاية ... إذا قرئت أزرت بسبع المثالث

وكل محل إذ تقادم عهده ... وليس المصلّي في السباق برايث

وإن جمال الدين جمّل كتبَهم ... بإصلاح ما قد أوهنوا من رثائث

لقد فاقهم علماً وزاد عليهم ... وأني يباري الريح عرْجُ الأباعث

تجمّع فيه ما تفرق عندهم ... وأربى عليهم بالعلوم الأثائث

بنثرٍ كشبه الزهر غبّ سمائه ... ونظمٍ كمثل الزهر بالسحر نافث

له قدمٌ في ساحة الفضل راسخٌ ... ومجد قديم ليس فيه بحادث

ونسبة علم كابراً بعد كابر ... فمن خير موروث الى خير وارث

حفيظ لأسرار الملوك أمينها ... عليم بتصريف الخطوب الكوارث

به افتخرت قحطان واشتد أزرها ... وباهت به الأملاك أبناءُ يافث

سقى جدثاً قد حله ابنُ مكرّم ... ملث من الغرّ الغوادي المواكث

ولا برحت روح الجمال مقيمةً ... لعذرٍ لدى الغيد الحسان الأراعث

<<  <  ج: ص:  >  >>