للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتبت أنا إليه، رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة في المحرم:

أنفحةُ روضةٍ أم عَرفُ مسك ... يضوع أو الثناء على ابن مكي

إمام في الفتاوى لا يجارى ... وفردٌ في البيان بغير شك

إذا ما خطّ سطراً خلت روضاً ... تبسّم عن غمام بات يبكي

ويحكي نثره درّاً فأما ... إذا حققت ما يحتاج يحكي

له نظم يروق ألذّ وقعاً ... على الأسماع من أوتار جنك

كأن كلامه نفثات سحرٍ ... تغازلني بها لحظات تركي

وآنقُ في النواظر من رياض ... نواضر بل جواهر ذات سلك

لقد فاق الأنام بفضل جود ... وفرط زيادة زِيْنَتْ بنسك

شهدتُ بأنه في الدهر فردٌ ... وقولي فيه لم يحتج مزكي

حملت له لواء ولاء صدقٍ ... لأعرف في الأنام بحمل رنكي

فلو منّ الإله بجمع شملي ... به لعدمت ما بين من تشكّ

يقبّل الأرض لا زالت قبلة الأمل، وكعبةَ العلم والعمل، وروضة الفضل إذا همى، والجود إذ همل، لأن دارها تخجل دارة الحمل، وتربها يفوق الأفق إذ بدره لما كمل نقص، وبدرها ما نقص لما كمل، تقبيلاً يؤدي به الواجب، ويداوي به قلباً سكنه مولانا فإنه كبير وما خرج عن الواجب:

ترابكم وحقّ أبي تراب ... أعزُّ عليّ من عيني اليمين

وينهي الى العلم الكريم بعد الأدعية التي تجر الإجابة برفعها، والعبودية التي أبان المنطق شرف حملها ووضعها، والأثنية التي لا تغرّد الحمائم الصادحة إلا بسجعها:

ومالي لا أثني على وابل الحيا ... إذا الروض أثنى بالنسيم على القطر

<<  <  ج: ص:  >  >>