للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُجلى الرياض وقينات الحمام شدت ... والزهر يحرق عرف المندل الأرج

نُسَيمة القرب من ذاك الجمال سرت

فكم فؤاد بها سرّت وكم أسرت

وخاطر بلبلته عندما خطرت

فعاطِني يا رشيقَ القد ما اعتصرت ... يد الملاحة لي من طرفك الغنج

عزت فعزّ علينا نيل مطلبها

لما تسامت علوّاً في تمرتبها

وفي لحاظك معنى عن تطلبها

فما المدامة في سلب العقول بها ... بالسُكر أسلبُ من عينيك للمُهج

صهباء تذهب بالتبريح والترح

وتُبدِل الهمّ والأوهام بالفرح

يا طيب في ساحتي حاناتها مرحي

وإن تُرد مزجها لا تمزجن قدحي ... دعه برقة وجدي فيك يمتزج

يا ويح روحي تمادت في مآربها

واستعذبت ما تلاقي من مُعذّبها

مسلوبة قد براها عشقُ سالبها

مرّت ليالي صدود لو جمعت بها ... دمعي جرت سفنٌ منه على لجج

أشفقت من فيض آماقي على غرقي

ولم يخلّ الضنى مني سوى رمقي

وبُدِّل النومُ بالتسهيد والأرق

كم قد فتحت لضيف الطيف من حُرَق ... باب المنى فانثنى عنه ولم يلج

عليك مُذ كنتَ لي ما زلت معتمدا

<<  <  ج: ص:  >  >>